-A +A
محمد العبد الله ـ الدمام
تتخوف شركات تصدير الارز الهندية من تأثير استمرار الامطار الكثيفة على المزارع المنتشرة في المناطق الشمالية، خصوصا ان الامطار الموسمية التي تشهدها تلك المناطق تتراجع حدتها خلال منتصف اغسطس سنويا، بيد ان الوضع في الموسم الحالي اختلف تماما، مما يثير الكثير من المخاوف من تأثيره على محصول خلال العام الجاري، خصوصا ان الانواع الرخيصة سيبدأ تسويقها خلال الاسبوعين القادمين. وقال موردون بالمنطقة الشرقية ان مشكلة استمرار الامطار بغزارة في مناطق زراعة الارز، تفقد جزءا من المحصول، جراء تعرض الاشجار لزخات الامطار القوية بالاضافة لذلك فإن عدم توقف الامطار يطيل فترة الزراعة، بسبب عدم القدرة على الحصاد في الموعد المحدد، فضلا عن عدم ضمان جودة المحصول، نظرا لعدم وجود فترة كافية لتبخر المياه من المحصول. وذكروا ان المخاوف التي تبديها الشركات الهندية تنطلق من تداعيات استمرار الامطار على اسعار المحصول الجديد لمختلف الانواع، حيث سيبدأ تسويق الانواع الممتازة "البسمتي" خلال شهري اكتوبر ونوفمبر المقبلين، وبالتالي فإن تأثير الموسم الزراعي بشكل سلبي سيرفع الاسعار لمستويات كبيرة، نظرا لفقدان جزء من المحصول جراء الامطار الغزيرة التي ما تزال مستمرة. واوضحوا ان الاسعار في الهند سجلت تراجعا بمقدار 400 دولار للطن الواحد، حيث وصلت الى 2000 دولار مقابل 2400 دولار وهذه الاسعار شاملة للضريبة التي تفرضها الدولة على الصادرات والبالغة 200 دولار للطن الواحد، مشيرين الى انه بالرغم من تراجع الاسعار في الهند، الا انها ما تزال اعلى من سعر البيع في المملكة، نظرا لوجود مخزون كبير لدى الموردين في المملكة، وبالتالي فإن سعر البيع في الاسواق المحلية يعتمد على سعر التكلفة، من خلال وضع معادلة رياضية لاستخراج السعر من المخزون القديم مع الشحنات الجديدة. وعلى الصعيد ذاته احجمت مصانع تجهيز الارز في شمال الهند، التي تقوم بتقشير وتعبئة الارز والبالغة 600 مصنع عن شراء الارز غير البسمتي من الاسواق الهندية منذ الاسبوع الماضي، بهدف ممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة الهندية للتراجع عن قرارها المتعلق بحظر تصدير الانواع غير البسمتي من جانب ومن جانب آخر للمطالبة بإلغاء ضريبة صادرات الارز البالغة 200 دولار للطن الواحد. بالاضافة لذلك فإن تلك المصانع ترى ان اقتراب بدء محصول الانواع الرخيصة "البرمل" يتطلب اتخاذ مثل هذا القرار، لاسيما ان الاسعار الحالية مرتفعة، وبالتالي فهي مرشحة للتراجع مع طرح المحصول الجديد، كما انها تسعى من وراء الامتناع عن الشراء الى الحصول على قرار باعتماد نوع من الارز الممتاز ضمن انواع البسمتي، حيث ما تزال الحكومة الهندية تصنفه ضمن الانواع الرخيصة بالرغم من وجود جميع مواصفات البسمتي، بمعنى آخر فإنها تحاول تحقيق عدة مكاسب من وراء قرارها الامتناع عن الشراء في الوقت الراهن.

في الشأن ذاته قفز سعر الارز في تايلاند 40 دولارا للطن ليصل الى 850 دولارا مقابل 810 دولارات خلال الاسبوع الماضي، حيث ساهمت الاضطرابات السياسية التي تشهدها تلك الدولة واغلاق بعض الموانئ في ارتفاع الاسعار، بالاضافة لذلك فإن الصفقة الضخمة التي عقدتها تايلاند مع نيجيريا لتصدير كميات كبيرة، ساهمت في رفع الاسعار كذلك.